ويرى التربويون أن باستطاعة المدارس أن تجعل الطلاب يعملون التالي:
(1) تحقيق قدرتهم على استيعاب الحقائق، المعلومات والنظريات التي يدرسونها.
(2) تطوير تفكير ناقد واستخدام استراتيجيات ذات مستوى عال في الاستنتاج.
(3) تطوير اتجاهات ايجابية تجاه المواد، مثل الرياضيات والعلوم.
(4) اكتساب القدوة على استخدام معارفهم والمصادر التعليمية في الأنشطة التعاونية مع الأفراد الآخرين لصالح مستقبلهم العملي، وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية والوطن بشكل عام.
(5) اكتساب الإرادة والصحة النفسية المطلوبة للمشاركة الفاعلة في مجتمعهم.
إن التصميم الصحيح للدرس ربما يستند إلى الاستخدام الأمثل للطرق الثلاث التعاونية، الذاتية والتنافسية. إلا أن التعلم التعاوني، أيضا له صفة الوظيفية خاصة في تعزيز الأهداف التي تعنى بالمشاكل التي أثيرت في القسم السابق.
ولعل لنا في ما وصل إليه التعلم الذاتي والتنافسي لدى تطبيقه بصوره المثلى في الغرب وخاصة الولايات المتحدة وازعا للأخذ بالتعلم التعاوني الذي يضم بين عناصره- فيما سيتم بحثه في الفصل القادم -كلا النوعين الآخرين من التعلم. هذا الوازع يجب أن يجعل من المربين في فصولنا الدراسية والمخططين التربويين في البلاد العربية وسيلة لدرء الأجيال القادمة من الوقوع في المنحدر الذي سبق وأن وقع فيه من طبق التعلم الذاتي والتنافسي، حتى أفضيا بطلبته- كما ذكرنا سابقا- بمعاناة نفسية قاسية تمثلت في الجنوح والانتحار والرسوب والتأخر الدراسي وتدنى مستوى التحصيل والمشكلات الاجتماعية والأكاديمية الأخرى.
سوء الحظ أن الاختزال الحادث في العلاقة المتوفرة للطلاب في البيت والمجتمعات لا تجد لها صدى في المدارس. ففي الولايات المتحدة، وخلال العشرين عاما الماضية، صارت المدارس أكبر بكثير من السابق، مع توسعات بيروقراطية مماثلة ورسميات ملازمة لا تعنى بالاحتياجات الشخصية للطلاب. فإمكانية الوصول للمدرسين قليلة وذلك لسرعة مغادرتهم المبنى الدراسي قبل نهاية الدوام لأسباب أمنية والطرق التعليمية هي الأخرى تركز على الذاتية. إن الحصول على علاقات الطلاب البناة التي تتصف بالاهتمام والوفاء والدعم والتشجيع هي مهمة تماما مثل العلاقات بين الطفل والراشد لكي يتم الحصول على راشدين منتجين وتطور سليم.
إن هناك الكثير من القضايا الخاصة التي تهم المناطق التعليمية والتي تحتاج إلى تفاعل تعاوني مكثف بين جميع الطلاب، مثل:
(1) رعاية وضم الأطفال المعوقين حيث أن بعض فئات الطلاب المختلفة تمتلك تصورا مبدئيا مجحفا واتجاهات سلبية تجاه بعضها الآخر.
(2) وضع حد لجنوح الأحداث وإساءة استخدام المخدرات، والتصرفات المعيقة لتقدم المجتمع، كلها تتطلب بناء علاقات ايجابية بين الأطفال ذوي الميول المنحرفة وأولئك الراشدين الذين يمتلكون
اتجاهات بناءة ونظم سلوكية قوية
ويتضح في هذا المجال أنه في الحين الذي تتأكد أهمية العلاقات الفاعلة مع الآخرين كما هي الحال في الزواج والأسرة والأعمال، نرى أن المدرسة تؤكد على عدم تحدث الطلاب لبعضهم البعض، وعدم العمل مع بعضهم البعض، وعدم الاهتمام بما يتعلمه الطلاب الآخرون في غرفة الدراسة.
FOLLOW US ON ACADEMIC SOCICON!