النتائج الرئيسية من دراسة عبر البلدان للدور المتغير للمدرسين والتكنولوجيا في خضم جائحة COVID 19

المؤلفون: ماريا بارون، كريستوبال كوبو، ألبيرتو مونوز نجار، إيناكي سانشيز سياروستا

بتصرف من: https://blogs.worldbank.org/education/ch...-findings-cross

كتب المعلم البرازيلي باولو فريري في كتابه الشهير "بيداغوجيا الحرية" (1996): "كل من يعلم يتعلم في فعل التدريس ومن يتعلم يعلم في فعل التعلم".

على الرغم من العواقب الوخيمة للوباء، كانت هذه الأزمة العالمية أيضًا وقتًا غير عادي للتعلم. فنحن نتعلم كيف يمكن أن تكون الأنظمة التعليمية وصانعي السياسات والمعلمين والطلاب والأسر مرنة وقابلة للتكيف.

نلخص فيما يلي الدروس المستفادة في بلدان مختلفة من دول العالم، مع التركيز بشكل خاص على المعلمين وكيف كان عليهم إعادة بناء الروابط بسرعة لتسهيل عملية التعلم. لقد تطور دور المعلمين بسرعة وأصبح من نواح كثيرة أكثر صعوبة مما كان عليه عندما يتم التعلم بشكل شخصي فقط.

كيف غيّرت الجائحة من دور المعلمين؟
لقد تحول عاملان حاسمان في مجال التربية بسبب الجائحة.

أولاً، أثبتت التعديلات التربوية أنها محورية لأن نماذج المحاضرات التقليدية لا تُترجم تلقائيا إلى بيئة تعليمية عن بُعد. وبغض النظر عن نوع القناة المستخدمة (الراديو، التلفزيون، الهاتف المحمول، المنصات عبر الإنترنت، وما إلى ذلك) يحتاج المعلمون إلى تكييف ممارساتهم وأن يكونوا مبدعين للحفاظ على مشاركة طلبتهم، لأن كل أسرة أصبحت فصلاً دراسيًا بدون بيئة داعمة للتعلم - في كثير من الأحيان -. وقد قامت بعض الدول بدعم المعلمين في هذا المجال. ففي سيراليون، حيث القناة الرئيسية للتعلم عن بعد هي الراديو، تم توفير خط هاتف "مباشر" ومجاني للطلاب للاتصال بالمعلمين لطرح أسئلتهم، من خلال نشر جداول الدروس الإذاعية، بحيث تتيح وقتًا للأطفال لمساعدة أسرهم في الأعمال اليومية.

ثانيًا، أعادت الجائحة تعديل كيفية تقسيم المعلمين لوقتهم بين التدريس ومشاركة طلبتهم وأداء مهامهم الإدارية. ففي البرازيل، ووفقًا لمسح أجراه معهد (Peninsula)، فإن (83٪) من المعلمين لم يفكروا في الاستعداد للتدريس عن بُعد، وكان (67٪) منهم قلقين، وشعر (38٪) منهم بالتعب، في حين كان أقل من (10٪) سعداء أو راضين. لقد سلطت الجائحة الضوء على الحاجة إلى المرونة ومزيد من الوقت للتفاعل بين الطلاب والمعلمين. وعلى سبيل المثال، فقد تم منح المعلمين في إستونيا استقلالية لضبط المناهج الدراسية وخطط الدروس وتخصيص وقتهم.

المشرف العام
الاستاذ الدكتور علي بن شرف الموسوي

معدل 04.08.21 08:45

كيف دعمت الأنظمة المعلمين في دورهم الجديد؟
دعم ما يقرب من (90٪) من البلدان التي استجابت للمسح الذي أجرته اليونسكو واليونيسيف والبنك الدولي (2020) حول الاستجابات الوطنية لـ COVID-19 من قبل وزارات التربية والتعليم، دعمت المعلمين من خلال مشاركة المبادئ الارشادية التي تؤكد على أهمية: تقديم التغذية الراجعة اللازمة للطلاب، والحفاظ على التواصل المستمر مع مقدمي الرعاية لطلبتهم، وتقديم التقارير إلى وحدات التعليم في المناطق التعليمية لتتبع عملية التعلم. وقد اتبعت حكومات قليلة نهجًا مختلفًا، فقد طورت كوستاريكا مجموعة أدوات رقمية مع موارد تربوية مثل دليل للعمل المستقل، في حين نظمت ولاية ساو باولو في البرازيل محادثات متكررة لمدة ساعتين بين وزير التربية والمعلمين من خلال تطبيق الهاتف المحمول الذي طورته الدولة؛ وقد سمحت هذه المحادثات والأدوات الرقمية للحكومات بأن تمتلك خط اتصال مفتوح مع المعلمين، لفهم مخاوفهم بشكل أفضل وتعديل برامج التعلم عن بعد.

وبعدما بدأ المعلمون في تنفيذ هذه الإرشادات والتوصيات، وجدوا أنفسهم يوازنون بين التعليم، وتقديم لتغذية الراجعة اللازمة لطلبتهم عن بُعد، وملء الاستمارات الإدارية، والعناية بأسرهم. وأدركت بعض الحكومات في وقت مبكر أن أنظمة دعم المعلمين ذات النية الحسنة، قد أدت في نهاية الأمر إلى إرهاق المعلمين. وكانت وزارة التعليم في بيرو منفتحة على تلقي ملاحظات المعلمين واستجابت بسرعة لطلباتهم من خلال تغيير المبادئ الإرشادية لتقليل عبء العمل الإداري الملقى على عاتقهم. كما طورت ولاية ميناس جيرايس في البرازيل، تطبيق هاتف محمول لتشجيع التفاعل بين المعلم والطالب خلال الوقت المحدد بعد كل حصة، وتجنبت بذلك اتصال الطلاب بمعلميهم عبر تطبيق الواتساب أو الرسائل النصية على مدار اليوم. وفي أوروغواي، كان من المتوقع أن يقوم المعلمون بملء الاستمارات الإدارية، ولكن بدلاً من طلب بيانات جديدة منهم، قررت الحكومة استخدام منصة رقمية كان معلمو أوروغواي قد استعملوها سابقا لأكثر من 10 سنوات للإبلاغ عن البيانات مثل حضور الطلاب ودرجاتهم.

وإلى جانب توفير الإرشادات والأدوات، استفادت بعض الحكومات من برامج التطوير المهني السابقة التي كانت تعمل قبل الجائحة. فقد دربت ولاية إيدو في نيجيريا جميع معلمي المدارس الابتدائية، والبالغ عددهم 11 ألفًا والذين كانوا جزءًا من برنامج تدريبي استمر لعامين ماضيين، على الاستخدام الفعال للتكنولوجيا الرقمية في الفصول الدراسية خلال الجائحة، بحيث تحول هذا البرنامج التدريبي من التدريب الشخصي إلى التدريب عن بعد. وبالمثل، فقد استغل معهد تدريب المعلمين أثناء الخدمة في أوروغواي، برنامج تدريب متوفر فعلا على الإنترنت لتقديم الدعم التربوي عن بعد، وعززت مؤسسة تربوية أخرى مستودع المصادر التعليمية المفتوحة. وقد أعرب (90٪) من معلمي أوروغواي عن رضاهم عن التدريب عن بعد الذي تلقوه أثناء الجائحة، وأعرب البعض عن الحاجة إلى مزيد من التدريب.

المشرف العام
الاستاذ الدكتور علي بن شرف الموسوي

معدل 04.08.21 08:45