تقنية التعليم : الوجه الآخر |
|
1 2
|
1 2
|
03.03.21 10:16
admin المدير
|
03.03.21 10:16
admin المدير
|
تقنية التعليم : الوجه الآخر
هذا مقال للدكتور بدر بن عبد الله الصالح أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة الملك سعود بالرياض نشر في مجلة المعرفة، ع شوال هـ ص اترككم مع هذا المقال الذي استوقفني كثيراً علكم ان تجدون فيه ما يستحق التفكير والتمعن المحور الأول : تقنية التعليم والهوية المفقودة تقنية التعليم في وجهها الشائع هي مجال بلا هوية، فلا أطر نظرية توجه ممارساته النظرية والتطبيقية، ولا حدود أكاديمية واضحة تحكم مناهجه وبرامجه لتؤدي دورها في بناء نظرية المعرفة Epistomology وتوليد النماذج التطبيقية. على المستوى المحلي، مثلاً، تقنية التعليم هي فرع من أقسام المناهج أو التربية تارة، أو قسم خدمات أو إدارة الأجهزة تارة أخرى، أو مركز للوسائل يقدم بعض القرارات الدراسية. باختصار بعضهم يعرف تقنية التعليم السلوكية، وبعضهم الآخر يؤكد على المنتجات التقنية، فيما يركز آخرون على مفهوم العملية. إن تقنية التعليم ليست معروفة في الأوساط التربوية، أو على الأقل ليست مفهومة بوضوح . الوجه الآخر لنظرية التعليم هو أنها نظرية ومجال ومهنة: نظرية حول كيفية التعرف على مشكلات التعلم الإنساني وحلها، ومجال يعمل على تطبيق المبادئ النظرية في حل تلك المشكلات، ومهنة يعمل ممارسوها ضمن معايير خاصة ويؤدون واجبا معينة، ويشتركون في بناء مكونات المجال. الأساس المهني لتقنية التعليم، إذا يعتمد على النظرية والتطبيق، حيث يتوافر لهذه المهنة حاليا قاعدة معرفية لدعم التطبيق. وبعبارة أخرى ، يشتمل كل واحد من مكونات المجال التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم على وعاء معرفة يقوم على البحث والخبرة، ويساهم في بناء النظرية وتوليد النماذج التطبيقية. وتستخدم النظرية والتطبيق في مجال تقنية التعليم النماذج الإجرائية Procedural Models استخداما مكثفا، وتعمل هذه النماذج التي تصف عملية تصميم التعليم على ربط النظرية بالتطبيق
من العضو: سعيد فازع القرني ...
|
|
|
|
03.03.21 10:17
admin المدير
|
03.03.21 10:17
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
المحور الثاني : تقنية الآلات وتقنية المنظومات: الوجه الأكثر شيوعا لتقنية التعليم هو تقنية الآلات Tool Technology ، قديمها الأجهزة السمعية البصرية مثل الأفلام المتحركة والثابتة.. إلخ وحديثها التقنيات المعتمدة على الحاسوب مثل اسطوانات الفيديو التفاعلية والوسائط المتعددة.. إلخ. هذه النظرية تعكس المفهوم المادي أو مفهوم الوسائل لتقنية التعليم Physical or Media Concept وهو مفهوم يرتكز على البعد الخاص بمنتجات التقنية من مواد وأجهزة، وهي نظرية شائعة ليس على مستوى العامة، ولكن في الجامعات والمدارس، بل وحتى لدى الغالبية من أساتذة كليات التربية والمعلمين من غير المتخصصين في المجال. هذا المفهوم لتقنية التعليم لا يمكن فصله عن المفهوم الشائع للتقنية عموماً، فالتقنية بالنسبة للكثيرين هي الآلات والأدوات الإلكترونيةHardware التي تمثل الجوانب الملموسة من التقنية، وتستخدم في مناحي الحياة اليومية. ولكن يغيب عن أذهاننا أحيانا في حمى الانبهار التقني أن هناك جوانب عديدة غير ملموسة في التقنية هي العمليات والنظم والمهام المعقدة التي ينبغي تخطيطها وتنفيذها وإدارتها وتقويمها للحصول على المنتجات المطلوبة. من هنا يأتي تعريف التقنية! بأنها التطبيق المنظم للمعرفة العلمية. ليؤكد على أن الآلة تعتمد على الأسلوب النظام أو العملية أو الطريقة وهي جزء بسيط منه. في ضوء المفهوم المادي إذا، تقنية التعليم هي الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية البصرية أو وسائل الإيضاح كما يحلو للبعض أن يسميها، وبعبارة أخرى هي تقنية المنتجات Product Technology أو المصادر التعليمية التي يستخدمها المعلم في التعليم. من هذا المنظور يبدو أن الأمر لا يعدو أن يكون استبدال مسميات تقليدية الوسائل السمعية البصرية بأخرى معاصرة تقنية التعليم، أما المضمون فلم يتغير.
سعيد فازع القرني
Edited 03.03.21 01:01
|
|
|
03.03.21 10:19
admin المدير
|
03.03.21 10:19
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
وفي الوقت الذي تولد عن هذه الرؤية لتقنية التعليم نتائج سلبية عديدة يمكن إجمالها في تهميش المساهمات التي يمكن لهذا الميدان الحيوي تقديمها للتربية والتعليم، فإن مما يؤسف له أن هذه الرؤية ازدادت تكريسا بتأثير من المتغيرات التقنية المعاصرة خصوصاً تقنية الحاسوب. الوجه الآخر لتقنية التعليم هو تقنية النظم Systems Technology ، وهي تقنية ترتكز على مفهوم العلوم السلوكية Behavioral Science Concept الذي يعطي لمفهوم العملية Process Concept الأولوية في الدراسة والبحث والتخطيط، وهو ما يقع ضمنا في تصميم علم الجودة، كما سنوضح لاحقا. من هذا المنظور، فإن تقنية التعليم هي عملية منظمة Systematic وشاملة Systemic وموجهة بالأهداف تأخذ في الاعتبار جميع المتغيرات ذات العلاقة مبدعة ومتزامنة. في هذا الإطار يتسع الوجه الآخر لتقنية التعليم ليشمل ليس فقط تقنية المصادر أو الوسائل التعليمية الجوانب الملموسة من التقنية مثل أدوات التعليم الإلكترونية والمواد أو البرامج المستخدمة معها Software، وإنما أيضا المنتجات الملموسة بدرجة أقل، وهي برامج التعليم أو التدريب التي تصمم لتوظيف المنتجات الملموسة في نقل الرسالة التعليمية للمستفيدين، وكذلك الجوانب غير الملموسة المتمثلة بتقنية العملية Process Technology هذا المفهوم لتقنية التعليم الذي جاء نتيجة تمازج جذور معرفية من مجالات ونظريات علمية مختلفة مثل الاتصال والتعليم والتعلم والنظم وإدارة التغيير وغيرها، يعني باختصار شديد توظيف المبادئ المشتقة من هذه النظريات والمجالات في تحليل المشكلات التعليمية تحليلاً منظما وشاملا بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها. إن منهج تقنية التعلم في ذلك هو تصميم النظم العلمية Instructional Systems Designs الذي يمثل أكثر مجالات تقنية التعليم نضجاً في قاعدته المعرفية والتطبيقية. ويوظف هذا المجال نماذج إجرائية تعرف بنماذج التصميم أو التطوير التعليمي Instructional Design Models. وبرغم اختلاف هذه النماذج وتنوعها، إلا أنها غالباً ما تتبع النموذج العام الذي يتكون من مراحل التحليل تحديد ما ينبغي تعلمه والتصميم تحديد مواصفات النظام التعليمي والتطور إنتاج النظام التعليمي والتنفيذ استخدام النظام التعليمي والتقويم تقرير كفاية النظام التعليمي . ونظراً للتشابه بين مصطلحات عملية تصميم النظم التعليمية وإجراءاتها وبين المصطلحات والإجراءات المستخدمة في العلوم التطبيقية، يشير بعضهم إلى مجال تصميم النظم التعليمية بهندسة التعليم Instructional Engineering .
سعيد فازع القرني
Edited 03.03.21 01:00
|
|
|
|
03.03.21 10:59
admin المدير
|
03.03.21 10:59
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
وهو ما يؤدي أحياناً إلى ردود فعل غير إيجابية لدى بعض التربويين الذين يرون في هذا المنهج تبسيطاً واختزالاً لعملية بالغة التعقيد مثل العملية التربوية، ومحاولة لميكنة هذه العملية وتفريغها من الطابع الإنساني المميز لها والحد من ابتكاريه المتعلمين، سيّما وإن تصميم التعليم هو عملية موجهة بأهداف إجرائية يقاس مدى تحقيقها من خلال اختبارات محكية المرجع. وحيث لا يتسع المجال لمناقشة هذه القضية، إلا أنه يكفي الإشارة إلى أن التصميم التعليمي هو علم يرتكز على عملية تحليل الحاجات وتقديرها Needs Assessment بغرض تصميم تعليم أو تدريب يلبي حاجات الفرد والمؤسسة، وهو بهذا لا يحتاج إلى دفاع قوي في مقابل التعليم التقليدي الذي سلب التعلم طابعه الإنساني من خلال عسكرة العملية التعليمية وهيمنة المعلم المطلقة عليها. باختصار شديد يمثل مفهوم التصميم التعليمي أو تقنية النظم التعليمية I!nstructional Systems Technology – كما يسمى أحياناً – الوجه الآخر الحقيقي لتقنية التعليم وقلبها النابض ووجهها المشرق الذي حافظ على حيوية المجال ونموة على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن تقريباً. إن أحدث نظرية في المجال ، عرفت تقنية التعليم بأنها النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإداراتها من أجل التعليم . هذه النظرية التي جاءت بعد سبعة عشر عاماً من آخر تعريف للمجال، وعلى مدى ثلاث سنوات من العمل الدءوب للجان عديدة، حافظت على التوجه العام لتقنية التعليم كأسلوب نظم في تصميم التعليم، ولكنها فتحت الباب واسعاً للتيارات النظرية الحديثة خصوصاً التطورات في ميدان النظرية الإدراكية البنيوية . في هذا الإطار إذ ، يتجاوز الوجه الآخر لتقنية التعليم الرقع المحدودة من الوسائل السمعية البصرية التي ندخلها على نظام تربوي تقليدي ويتجاوز البعثرة والهدر في المصادر التعليمية ، يتجاوز ذلك كله إلى التطبيق المنهجي المنظم لكل حصاد المعرفة العلمية والتقنية على عملية اكتساب المعارف واستخدامها. لقد حاول رواد المجال منذ حوالي أربعة عقود من الزمن أن يبرزوا هذا الوجه المشرق لتقنية التعليم. فهذا روبرت جلاسر Robert Glaser يؤكد على أن مفهوم تقنية التعليم يعد مرادفاً لتصميم التعليم وهذا جيمس فن James Fann يشير – وكأنه يتوقع معضلة الوسائل السمعية البصرية وتقنية التعليم – إلى أن التربوي وهو يحلل أثر التقنية على العملية التعليمية يجب أن يتذكر أن التقنية لا تشمل الآلات فقط بل العمليات والنظم والإدارة والإشراف.
سعيد فازع القرني
|
|
|
03.03.21 11:03
admin المدير
|
03.03.21 11:03
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
. بناءً على ما تقدم نقول : إن المختص في تقنية أو تصميم التعليم ليس فنانً في الرسم أو التصوير الفوتوغرافي أو هندسة الفيديو، كما أنة ليس اختصاصياً في تركيب الأجهزة أو صيانتها وتشغيلها، فهذه مهن لها متخصصوها ضمن الوظائف المساندة في مجال تقنية التعليم مثل فني الوسائل Media Technicianالذي يقوم بتركيب الأجهزة وتشغيلها وصيانتها ، واختصاصي الوسائل Media Specialist الذي يرشد المعلمين لاستخدام الأجهزة والبرامج . المختص في تقنية التعليم هو مصمم للتعليم وبيئات التعلم بكل ما تتطلبه هذه المهمة من مهارات في تقدير الحاجات وتحديد للأهداف و الأولويات وتحليل للمهمة أو المهارة Task or Oskill Analysis وصياغة للأهداف الإجرائية Operational Objectives وبناء لهرميات التعلم Learning Hierarchies وقياس للسلوك المدخلي Entry Behavior وتسلسل للتعليم واختيار لاستراتيجياته و أساليبه وتقنياته، ثم تطوير إنتاج مواصفات التصميم هذه على هيئة نظام أو منتج تعليمي مقررات أو مناهج ، حقائب تعليمية ، برمجيات تعليمية .. الخ وتقويم هذا النظام تكويناً أثناء مرحلة إنتاجه من خلال تجربته مع !عينة من أفراد الجمهور المستهدف في سلسلة من حلقات التجريب – الاختبار – التنقيح حتى يصل إلى المستوى المقبول من الفاعلية والكفاءة تحقيق أهدافه التحصيل الدراسي في حالة التعليم ومهارات المتدربين في برامج التدريب . ثم استخدام النظام وتوفير الدعم التعليمي والفني تدريب مثلاً وتوظيف استراتيجيات التغيير أو التجديد المرتبطة بنشر الابتكار النظام بغرض قبوله بوساطة أكبر عدد من أفراد الجمهور المستهدف وتبنيه ، ثم تنفيذه من خلال دمجه وليس إضافته في البنية التربوية المقصودة، وإدارة النظام ويشمل ذلك إدارة عمليات التصميم والمصادر و المعلومات ونظم نقل الرسالة التعليمية والجودة، وأخيراً تقويم كفاءة النظام الداخلية والخارجية . في هذا الإطار فقط يمكن لتقنية التعليم أن تحقق غايتها من توظيف التقنيات مواد و أجهزة في حل المشكلات التعليمية بأقصى قدر من الفاعلية والكفاءة، وأن تضع بصمتها المؤثرة على مخرجات التربية و التعليم . ولعل من حسن حظ هذا العلم الشاب أن تدعم النظريات والتجارب الحديثة منطلقاته ومرتكزا ته، فأحد أدوات تقنية التعليم هو التقويم التكويني Formative Evaluation ووظيفته المحددة هي رصد نقاط الضعف والقوة في المنتج أو النظام بغرض تحسينه باستمرار أثناء مراحل إنتاجه وتنفيذه وإدارته. فقط النظام أو العملية أو المنتج الذي تثبت صلاحيته يبقى وإلا فإنه يستبعد
سعيد فازع القرني
|
|
|
03.03.21 11:04
admin المدير
|
03.03.21 11:04
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
إن الثقة في المنتج تعتمد على العملية التي وظفت للحصول عليه. إن هذا يذكرنا بأول مبادئ علم الجودة الذي يقول لا يمكن التفتيش عن الجودة في المنتج في إشارة واضحة إلى أهمية العملية و ضرورة التحقق من الجودة في كل عملية وعدم الانتظار إلى النهاية للتفتيش عن الجودة، حتى نضمن رضي المستهلك من أول مرة وكل مرة ومن المعروف أن المؤسسات غالباً ما توجه جهودها في عملية قياس أدائها ومخرجاتها نحو الأفراد العاملين فيها بدلاً من النظم والعمليات التي تعملون من خلالها. فإذا حدث تدن أو تراجع في مستوى الأداء أو الإنتاجية فإن من الشائع أن نسمع عبارة أن النظام جيد، ولكن التقصير سببه الأفراد أنفسهم مما قد يترتب عليه تغيير مواقع العاملين في المؤسسة أو استبدالهم وإحلال آخرين مكانهم أو تقديم برامج تدريبية في مهارات العمل أو ضخ أموال أو تقنيات.. الخ . ولكن منذ الستينيات الميلادية، أشار أحد رواد علم الجودة Deming W. Edward إلى أن أهم ما توصل إليه هو أن % من مشكلات الأداء التي تشكو منها المؤسسات هي نتيجة العمليات أو الإجراءات الخاطئة وليس الأفراد العاملين فيها. ولذا، فالمؤسسات التي تركز على % من المشكلات، وهى المشكلات المرتبطة بالعاملين أنفسهم لا تستطيع أن تحقق التحسينات المطلوبة في أداء النظام حتى لو حلت كل هذه المشكلات. وبعبارة أخرى يؤكد علم الجودة على أن أغلب نتائج الأداء سببها العمليات التي توظف في تنفيذ ذلك الأداء، أي أن المخرجات الجيدة هي نتائج عمليات رديئة . إن التطبيق في تقنية التعليم يتصف بالسعي لتحقيق مخرجات اقتصادية تتسم بالكفاءة. وبعبارة أخرى، تسعى تقنية التعليم إلى تحقيق اقتصادية التعليم من خلال تحقيق أهداف قابلة للقياس بمستوى فعـال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر CistEffective. وقد بينت التجارب أن البرنامج والمواد التي تنتج بوساطة عملية تقنية التعليم التصميم التعليمي تتمتع بفاعلية عالية . ويمكن تبرير الاستثمار الواسع في برامج تعليمية تتصف بالجودة العالية وتقليل كلفتها من خلال الاستخدام الجماهيري لهذه البرامج. إن استخدام برامج ثبت صلاحيتها من خلال التجريب والاختبار لن تكون مكلفة أكثر من البرامج التى تستخدم دون توافر معايير الاختبار والصلاحية.
سعيد فازع القرني
Edited 03.03.21 01:04
|
|
|
|
03.03.21 11:05
admin المدير
|
03.03.21 11:05
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
المحور الثالث: تقنية التعليم والإصلاح التربوي : الوجه الشائع لتقنية التعليم لا يخولها أن تلعب دوراً أو أن يكون لها صوت من مشاريع الإصلاح أو التجديد التربوي مثل تطوير المناهج، ذلك أنه في ضوء المفهوم المادي أو مفهوم الأجهزة لتقنية التعليم Hardware Approach لا يبقى لمختصيها مكان بين خبراء المناهج أو أساتذة التربية. وإذا حدثت وسمحت الظروف أن يشارك مختصو تقنية التعليم في تلك المشاريع، فإن مشاركتهم بالتأكيد لن تكون في قائمة التخطيط أو التحضير، وإنما في آخر سلم المهام التنفيذية. ولهذا، لا غرابة في أن توجه دعوة وكالة وزارة المعارف للتطوير التربوي إلى أعضاء هيئات التدريس الراغبين في المساهمة في مشاريع تطوير المناهج في المملكة، وهي الدعوة التي شملت كليات وأقسام عديدة في الجامعات السعودية، ليس من بينها أقسام تقنية التعليم . الوجه الآخر لتقنية التعليم وفي ضوء ما لخصناه آنفاً من مبادئ تصميم النظم التعليمية، يمكن أن يساهم مساهمة فاعلة في دعم جهود الإصلاح التربوي. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ازداد تأييد تقنية التعليم ودعمها من قبل صانعي السياسة التربوية، وأصبحت تقنية التعليم واحدة من بين أهم ستة قضايا في أولويات المدارس الأمريكية، كما أعد مكتب تقنية التعليم في وزارة التربية الأمريكية خطة طويلة المدى لدمج التقنية في التعليم. بالإضافة إلى ذلك، اعتبرت تقنية التعليم أداة رئيسية في حركة الإصلاح التربوي، فقد تضمنت كل خطة للإصلاح التربوي تقريباً تقنية التعليم كواحدة من الأدوات الرئيسية للتغيير التربوي، وطلب من إدارة التربية في الولايات المتحدة إعداد خطط لتطبيقات تقنية التعليم في المدارس. وفى سبيل إحداث التغيير التربوي المنشود، يأخذ المصمم التعليمي في الحسبان ثلاثة متغيرات رئيسية : أولها هو العملية المنظمة أو تطوير التعليم التي أشرنا إليها سابقاً Instructional Development، والثاني هو التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس في المدارس، الجامعات … إلخ Faculty Development والثالث هو تطوير المنظمة Organizational Development . فإذا كانت مهارات الجمهور المستهدف المعرفية أو النفس حركية أو الاتجاهات ليست على المستوى المطلوب لقبول التغيير وتبنيه وتنفيذه، مما يعنى وجود قوى مقاومة للتغيير المطلوب، فإن هؤلاء يصبحون هدفاً لبرامج تدريب تنقلهم من معسكر الرفض والمقاومة إلى معسكر القبول والدعم. ومن الناحية الثانية إذا كانت المنظمة المدرسة مثلاً تفتقد المعايير والشروط المطلوبة لإنجاح التغيير، وتصبح المنظمة هدفاً لخطة تنقل نظمها وسياساتها إلى مستوى الدعم المطلوب. المصمم التعليمي قد يواجه إحدى أو كلتا الحالتين، وهو في هذه المهمة يضطلع بدور القائم بالتغيير موظفاً في ذلك استراتيجياته ونماذجه. ومن هنا إذاً، تتضح علاقة نظرية التغيير وإدارته بمجال تقنية التعليم، أخيراً، إذا طبقنا هذا النموذج على خطط تطوير المناهج في المملكة، هل سنكون في موقع المتفائل المطمئن؟ نرجو ذلك.
سعيد فازع القرني
|
|
|
03.03.21 11:08
admin المدير
|
03.03.21 11:08
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
المحور الرابع: تقنية التعليم وتطوير برامجها: الوجه الشائع لتقنية التعليم أنها على هامش البرامج التي تستحق التطوير والتجديد، ولذا، ليس غريباً أن تبقى مناهجها ومقرراتها وبرامجها سنين طويلة دون أن تتأثر بما يحدث على الساحة العلمية والفكرية. وإذا أجزنا لأنفسنا أن نحسب الفجوة بين التطبيق الحالي لتقنية التعليم على المستوى الأكاديمي المحلي والإقليمي العربي، وبين نظيراتها على الساحة الدولية بالسنوات لأمكن أن تصل إلى حوالي أربعة عقود من الزمن. بل حتى نمو الطاقة البشرية المختصة بطئ جداً، فأعداد المختصين في المجال محدودة إلى درجة كبيرة مقارنة – بأغلب التخصصات التربوية. وفى – الوقت الذي تمتع فيه مجال تقنية التعليم على المستوى العربي بدعم ملحوظة ولسنوات عدة من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من خلال مركز – التقنيات التربوية الذي كان يتبعها ومقره – الكويت والذي بدأ قوياً في مجالات النشر العلمي والتأليف والترجمة والتدريب، لم يقدر للمركز أن يستمر فطويت أوراقه وجفت أقلامه. وفي غمرة المد التقني، تذكرت المنظمة المذكورة أهمية تقنية التعليم وضرورة تطويرها؛ فكلفت في العام هـ بعض الخبراء في المجال لاقتراح برامج أكاديمية في تقنية التعليم على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وبرغم الجهد الذي بذل في توصيف محتوى هذا البرامج، إلا أن الملاحظ أن هذه البرامج خصوصا الدراسات العليا، خلت تماماً من الإشارة إلى الأطر النظرية التي توجه المجال. فالنظريات الإدراكية البنيوية وأساليب التعليم الحديثة التي تدعو إليها، غابت تماماً عن هذه البرامج، كما أن أحدث نظرية في المجال تعريف الذي يستخدم في الجامعات الأمريكية ضمن معايير عديدة لتطوير برامجها في تقنية التعليم لم يرد له ذكر على الإطلاق. بل حتى جهود استشراف مستقبل التعليم على المستوى الإقليمي يمكن أن يتسع لمحاور عدة ولكل منها دراسات مستقلة، إلا تقنية التعليم التي يمكن أن تنضوي تحت أحد المحاور وأن يتحدث باسمها أفراد من غير المختصين في المجال. الوجه الآخر لتقنية التعليم هو علم متجدد يرفض الجمود والتقوقع وينأى على التمترس خلف مفاهيم أصبحت من تاريخ النمو المعرفي للمجال ولذلك تؤثر التغيرات النظرية في توجه المجال وتطبيقاته. ولهذا كان التطور في مجال تقنية التعليم موازياً للتطورات في النظريات ذات العلاقة. فالمتتبع للتغيرات التي طرأت على تعريفات المجال منذ العشرينيات الميلادية من القرن العشرين وحتى الآن يمكن أن يلحظ وبوضوح كيف تأثر المجال بالتحولات النظرية من مدرسة علم النفس السلوكية إلى المدرسة الإدراكية إلى المدرسة البنيوية. لقد ساعدت الطبيعة الانتقائية للمجال على بناء قاعدته المعرفية في ميادين التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم التي تمثل أركان المجال. هذه الطبيعة الانتقائية جعلت المتخصص في تقنية التعليم ينظر إلى ميادين المعرفة والخبرة الإنسانية على أنها مصادر لا غنى عنها في بناء المشروع التربوي، ولذا فإذا كان الإطار النظري لتقنية التعليم قد تأثر بدرجة كبيرة بنظريات التعلم السلوكية والاتصال والنظم إلا أن التيارات الفكرية الأخرى أثرت هذا المجال الناشئ ودعمت أساسه وافتراضاته.
سعيد فازع القرني
|
|
|
03.03.21 11:09
admin المدير
|
03.03.21 11:09
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
فجاء التأثير البارز من نظرية التعليم المعرفية خصوصاً نظريات معالجة المعلومات مثل نظرية جانييه و أوزبل. وفي الوقت الذي نما فيه المجال متأثراً بنظريات التعلم السلوكية والمعرفية ونظريات النظم والاتصال، شهد المجال ولا يزال تحولاً في إطاره النظري بتأثير من النظريات الإدراكية البنيوية خصوصاً الاجتماعية مناه. وبدون الخوض في الافتراضات النظرية والفلسفية التي تقوم عليها هذه التحولات، وهي افتراضات لا يتفق الكاتب مع بعضها خصوصاً المتشددة منها إلا أن هذه التحولات أنتجت مفاهيم جديدة أثارت ولا تزال جدلاً واسعاً في كثير من الجامعات العالمية ، وحفزت كثيرا منها على مراجعة برامجها في ضوء المعرفة الجديدة حول طبيعة التعلم والأساليب التعليمية التي رافقت هذه التحولات. لقد وجد الناشطون من خبراء المجال في دمج إمكانيات التقنية المعاصرة من جهة والنماذج التعليمية المعتمدة على المفاهيم والمبادئ المشتقة من نظريات التعليم الحديثة من جهة أخرى، فرصاً حقيقية لتغيير الوجه التقليدي للتعلم من بنية جامدة تعتمد أركانها على المعلم والكتاب وتتعامل مع المعرفة على المستوى التجريدي وهي معرفة تسكن عقل المتعلم ولا تجد طريقها إلى التطبيق بتلقائية وفاعلية بسبب سطحيتها وتبسيطها وتجزئتها وانفصالها عن الواقع. إلى بيئات تعلم بنيوية، بيئات تتعامل مع المشكلات التعليمية في سياقات واقعية غنية بتعقيدات المواقف الحقيقية، وتقدم أمثلة متعددة للعالم الواقعي، وتشجع المتعلم على بناء المعرفة وليس إعادة إنتاجها وهي بيئات أيضاً تشجع بناء المعرفة المعتمد على السياق الواقعي للأشياء والأحداث وتتجنب الإفراط في تبسيط التعلم وتجريده، وتعزز ممارسة التأمل والتفكير. وتدعم البناء التعاوني للمعرفة من خلال الحوار الاجتماعي بين المتعلمين. هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها في ظل الأساليب التقليدية. وإنما تتطلب أساليب أخرى جديدة. من بينها التعلم التعاوني لدعم فكرة المشاركة في الذكاء أو الإدراك والتعلم! بأسلوب حل المشكلات بغرض تنمية مهارات أكثر عمومية مثل مهارات حل المشكلات ذات المستوى العالي ومهارات البحث والعمل الجماعي، والتعلم من خلال مواقف، والتمهين الإدراكي وغيرها.
سعيد فازع القرني
Edited 03.03.21 01:09
|
|
|
|
03.03.21 11:10
admin المدير
|
03.03.21 11:10
admin المدير
|
Re: تقنية التعليم : الوجه الآخر
المحور الخامس: تقنية التعليم وبرامج التعليم عن بعد: تقنية التعليم في وجهها الشائع لا ينبغي أن تكون على خارطة تصميم برامج التعليم عن بعد أو التعليم المفتوح، إنما هم فقط خبراء المناهج والتربية من يمكنهم إقامة هذه الصروح العلمية الحديثة. ولذا فحتى دعوات الحضور والمشاركة في ندوات التعليم عن بعد ومؤتمراته ينبغي أن توجه إلى المختصين في فلسفة التربية وأصولها والمناهج ومجالاتها، لأن أطروحات هؤلاء المتكررة حول فلسفة هذا النوع من التعليم. ومبرراته ومجالاته العلمية هي حجر الزاوية في تصميم برامجه وتنفيذها. بل إنه ما دام المختص في تقنية التعليم ليس خبيراً في المناهج أو أصول التربية، كما أنه بالتأكيد ليس خبيراً في تركيب الأجهزة أو تشغيلها فمن الأفضل تنحيته جانباً أو عدم التفكير به أصلاً. الوجه الآخر لتقنية التعليم في البرامج التعليمية عن بعد، يؤكد من واقع التجارب العالمية والدراسات، أن هذه البرامج لا يمكن أن تحقق أهدافها في غياب تقنية أو تصميم التعليم في الجامعة البريطانية المفتوحة على سبيل المثال، وهي أكثر نماذج التعليم المفتوح نجاحاً في العالم، يضطلع معهد تقنية التربية بالدور الأساسي في تصميم برامج الجامعة من مقررات ومناهج، حيث يشارك مصممو التعليم في تحديد مواصفات تلك المقررات والمناهج جنباً إلى جنب مع خبراء المواد الدراسية من خلال أسلوب فريق المقرر. وعندما أرادت الجامعة إلغاء الأسلوب بسبب استقالة% من أعضاء هيئة التدريس فيها بسبب عدم تأقلمهم معه ناضل مصممو التعليم للحفاظ عليه، حتى ربحوا الرهان، واستمر الأسلوب المذكور ليصبح مثالاً رائداً لتصميم التعليم. ومن بين الاتجاهات المعاصرة في مجال تقنية التعليم، اتضح أنه لا يوجد أي اتجاه آخر يتضمن النظرية والتطبيق في تقنية التعليم كما يتضمنه التعليم عن بعد. للمقال بقية
سعيد فازع القرني
|
|
|
|
1 2
|
1 2
|